www.mohdbali.com
mohd bali محمد بالي

Orange Village: تصميم مبتكر من Koffi & Diabaté Architects

30

قرية البرتقال : توجه معماري مستدام في قلب أبيدجان

المقدمة

في عصر تتزايد فيه الحاجة إلى الاستدامة والابتكار في المشاريع المعمارية، يبرز مشروع “قرية البرتقال” (Orange Village) الذي صممه فريق المهندسين المعماريين “Koffi & Diabaté” كعمل مميز يجسد هذا التوجه. هذا المشروع يمثل أكثر من مجرد بناء؛ إنه تجربة معمارية تهدف إلى دمج الجمالية والوظيفية، بينما يهتم بمسائل الاستدامة البيئية والاجتماعية. إن هذا المشروع الجديد المقام في عاصمة كوت ديفوار، أبيدجان، يركز على تشكيل بيئة معيشية حديثة ومتكاملة، مما يخلق تأثيراً إيجابياً على المجتمع.

فكرة المشروع المعمارية

“قرية البرتقال” تمثل توجهًا مبتكرًا في التصميم المعماري، حيث يمتد البناية على سبعة مستويات متداخلة تتخذ شكل الحلقات البشرية. هذه الحلقات تقدم تصميمًا متداخلًا يُذكّر بتصميم الكرة الذهبية، وذلك في إشارة غير مباشرة لجولف ريفييرا الشهير في أبيدجان. يتسم الشكل العام بإبداع لا محدود، مما يعكس تطور العاصمة كمركز حضاري حديث، ويظهر كيف يمكن للتصميم المعماري أن يجمع بين الحداثة والتراث الثقافي. يعتبر هذا المشروع فكرة طموحة تتطلع لخلق مجتمع يدعم الحياة الاجتماعية والتجارية.

الجوانب التقنية والمواد

يتميز المشروع بتصميم معماري متكامل باستخدام أنظمة هيكلية مزدوجة تساهم في الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية وتحقيق جمالية خارجية مميزة. تم اختيار المواد بعناية لتكون متوافقة مع القيم المستدامة، مما يدعم فكرة المباني الذكية (Smart Buildings) المصممة لتعزيز جودة الحياة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. تعتمد الواجهات على إنشاء غلاف مزدوج يعمل على تحسين العزل الحراري للمنشأة، وهو أمر حيوي في منطقة ذات مناخه المداري والرطب. تمثل مواد البناء، مثل الخرسانة والزجاج، توازنًا بين الجمالية والوظيفية، مما يعكس معايير العمارة المستدامة (Sustainable Architecture).

التأثير على البيئة العمرانية وجودة الحياة

إن “قرية البرتقال” لا تعد فقط مشروعًا عمرانيًا جديدًا، بل تعكس تأثيرًا عميقًا على البيئة العمرانية في أبيدجان من خلال إنشاء مساحات يُمكّن سكانها من التفاعل مع بعضها البعض وتعزيز روح المجتمع. تم تصميم المساحات العامة بعناية لتكون المناطق خضراء، وهو ما يُسهم في تحسين مستويات الراحة وجودة الحياة. يُعَتبَر هذا المشروع خطوة نحو التنسيق بين المباني والحياة العامة، حيث يوفر مناطق مشاة تفاعلية وحدائق عامة تعزز من ممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية.

التوجهات المستقبلية للمشاريع الحضرية

تعتبر “قرية البرتقال” نموذجًا يحتذى به للمشاريع المستقبلية في كوت ديفوار وإفريقيا بشكل عام. إذ تشير الاتجاهات الحالية نحو تطوير بيئات معمارية مستدامة تعزز من مرونة المجتمعات تجاه التغيرات المناخية. إن هذا المشروع يشجع على الاستخدام الأمثل للموارد، مما يشجع العديد من المصممين والمطورين على التفكير في مشروعات تعتمد على مبادئ مشابهة: التوازن بين الوظيفة الجمالية والبيئية.

خاتمة

في الختام، يجسد مشروع “قرية البرتقال” رؤية جديدة للمستقبل المعماري في كوت ديفوار، حيث يعكس التصاميم المعمارية الحديثة والرؤية المستدامة. بالإضافة إلى تعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة، فإنه يقدم نموذجًا يحتذى به لمشاريع المستقبل في المدن الكبرى. إن هذا المشروع بمثابة دعوة لجميع المهنيين والمهندسين المعماريين للتفكير في كيفية دمج الاستدامة في كل جوانب التصميم والبناء، وبالتالي يساهم في تشكيل مجتمعات أفضل وأكثر استدامة.


اكتشاف المزيد من Mohdbali محمد بالي للعلوم والهندسة والتقنية والتعليم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.