www.mohdbali.com
mohd bali محمد بالي

Do Health Apps Compromise Privacy for Older Adults? An In

12

هل تفشل تطبيقات الصحة في الحفاظ على خصوصية كبار السن؟

مقدمة

في ظل التقدم السريع للتكنولوجيا وانتشار تطبيقات الصحة الذكية، أصبحنا نشهد تحولًا جذريًا في الطريقة التي يتعامل بها الناس مع رعايتهم الصحية. ولكن، يبرز سؤال مهم: هل تلبي هذه التطبيقات احتياجات كبار السن، خاصة فيما يتعلق بحماية الخصوصية؟ يبدو أن هناك فجوة واسعة بين تطوير هذه التطبيقات واستخدامها الفعلي، إذ يعبر الكثير من كبار السن عن مخاوفهم بشأن من قد يصل إلى بياناتهم الصحية وكيفية استخدامها. سنستعرض في هذا المقال التحديات التي تواجه كبار السن مع تطبيقات الصحة من جهة الخصوصية، ومن ثم نبحث في التأثيرات التكنولوجية والتوقعات المستقبلية.

أهم المواصفات أو النقاط الأساسية

أظهرت الدراسات أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتطبيقات الصحة، حيث من المتوقع أن يتجاوز سوق إنترنت الأشياء الصحية (Healthcare IoT) 289 مليار دولار بحلول عام 2028. ومع ذلك، فإن 34% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يعتبرون الخصوصية عائقًا رئيسيًا يدفعهم إلى تجنب استخدام هذه التقنيات. تشارك هذه التطبيقات في توفير خدمات متعددة مثل رصد معدل السكر في الدم، وتذكيرات بتناول الأدوية، وكشف سقوط المستخدم، ولكن إهمال مسائل الخصوصية قد يقود إلى نتائج عكسية عبر إبعاد كبار السن عن الاستفادة من هذه التقنيات.

بجانب ذلك، أظهرت تحليلات أخرى أن 82% من المشاركين في دراسة استخدموا أنظمة صحية ذكية، كانوا على دراية بمفاهيم الأمان مثل التحقق الثنائي والتشفير، إلا أن 14% فقط شعروا بالثقة في إدارة خصوصيتهم عند استخدام هذه الأجهزة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن 79% من تطبيقات الرعاية الصحية التي تم تحليلها لم تتضمن بروتوكولات إشعار الانتهاك الأساسية، مما يزيد من خطر عدم معرفة المستخدمين إذا ما تم اختراق بياناتهم.

تحليل تأثير الخبر

تعكس هذه الفجوة بين إدراك كبار السن للأمان واستخدام التطبيقات مشكلة كبيرة في التصميم الهندسي. يعد فهم المستهلكين لكيفية عمل التطبيقات وطريقة تأمين بياناتهم جزءًا أساسيًا من عملية الاستخدام. ومع ذلك، غالبًا ما يجد كبار السن صعوبة في قراءة سياسات الخصوصية المعقدة التي تحتوي على مصطلحات قانونية معقدة، مما يجعل من الصعب عليهم معرفة ما يحدث ببياناتهم.

تتطلب هذه الإشكالية إعادة التفكير في تصميم التطبيقات الصحية. يجب أن تُبنى التطبيقات بطريقة تضمن سهولة الاستخدام وكفاءة الحماية، مما يعزز الثقة لدى المستخدمين. يتمثل التحدي في تقديم واجهات يسهل فهمها، وبدلاً من تقديم إعدادات معقدة، ينبغي أن تتضمن التطبيقات خيارات سهلة الاستخدام تضمن أمان بيانات المستخدمين.

على سبيل المثال، يعد وجود معلومات مباشرة للشخص حول من لديه الوصول إلى بياناته من الممارسات الأساسية التي تعزز الشفافية وتكسب ثقة المستخدمين. بدلاً من إخفاء المعلومات في قوائم معقدة، يمكن توفير تحديثات فورية حول من قام بالوصول إلى البيانات ومتى وكيف يمكن أن تؤثر على خصوصية المستخدم.

التوقعات المستقبلية

في المستقبل القريب، من المحتمل أن نرى المزيد من الابتكارات في تصميم التطبيقات الصحية تستجيب للاحتياجات المتزايدة لكبار السن. هناك ثلاثة مجالات رئيسية يمكن التركيز عليها لإعادة بناء الثقة:

  1. إعدادات الأمان التكيفية: يجب أن تأتي الأجهزة مع إعدادات مسبقة قوية، مما يقلل من الحاجة للتنقل في القوائم المعقدة. استخدام المصادقة البيومترية أو الصوتية يمكن أن يسهل من الوصول ويوفر الأمان المطلوب.
  2. شفافية الوقت الحقيقي: يجب أن تكون هناك أنظمة إشعار تخبر المستخدمين بوضوح عند الوصول إلى بياناتهم. توفير واجهات عرض للمستخدمين يمكن أن يساهم بشكل كبير في زيادة الشفافية.
  3. تحديثات الأمان غير المرئية: ينبغي أن تكون التحديثات التلقائية جزءًا أساسيًا من أي جهاز يعالج البيانات الصحية، مما يقلل من المتطلبات اليدوية الصعبة التي تمثل عبئًا على كبار السن.

باستخدام هذه الأساليب، يمكن للتقنية أن تتطور لتشمل كبار السن بشكل أفضل، مما يعزز قدراتهم على الاستفادة من التكنولوجيا الصحية.

خاتمة

تحديات الخصوصية التي يواجهها كبار السن مع تطبيقات الصحة ليست مجرد قضايا تقنية، بل هي قضية تتعلق بالثقة والتصميم الفعّال. إذا استمرت التطبيقات في إهمال خصوصية المستخدمين، فإن ذلك سيقود إلى تفويت الفرص لدعم الرعاية الصحية لهذه الفئة. تعتمد جودة حياة الكثير من كبار السن على قدرتهم على الثقة في الأنظمة التي يستخدمونها. لذا، يجب على المطورين التفكير بشكل عميق في كيفية تحسين تصميمات التطبيقات لضمان الشفافية والأمان الفعال، مما يضمن دمج التكنولوجيا الصحية بشكل جيد في حياة كبار السن.

في الختام، يتوجب على الشركات المسؤولة عن تطوير تطبيقات الصحة أن تضع احتياجات وتفضيلات كبار السن في مقدمة أولوياتها، فالثقة لا تُبنى عبر الشعارات، بل من خلال بناء أنظمة تعزز الأمان والخصوصية بشكل فعّال.


اكتشاف المزيد من Mohdbali محمد بالي للعلوم والهندسة والتقنية والتعليم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.