إنفينيوون وتكنولوجيا الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية

مقدمة

مع التزايد المستمر في الطلب على السيارات الكهربائية، فإن تطوير التكنولوجيا اللازمة لدعم هذا الطلب يعد أمرًا حيويًا. تُعتبر السيارات الكهربائية واحدة من أكثر الحلول كفاءة من حيث الحد من انبعاثات الكربون، لكن مشكلة الشحن تبقى واحدة من العقبات الرئيسية التي تحول دون تبنيها بشكل واسع. في هذا السياق، أعلنت شركة إنفينيوون عن خطوة مبتكرة في مجال الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية من خلال نظام الشحن اللاسلكي الخاص بالطرقات، ما يعد تحولًا مهمًا في هذا المجال.

نظام الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية

تعمل إنفينيوون بالتعاون مع شركة إلكتريون على تطوير ما يُعرف بنظام الشحن اللاسلكي للطرقات (wireless electric road system أو wERS)، والذي يُتيح شحن السيارات الكهربائية أثناء الحركة بفضل استخدام تقنية الشحن الحثّي. يعتمد هذا النظام على تركيب لفائف نحاسية تحت سطح الطرق لنقل الطاقة إلى المركبات، بما في ذلك الحافلات والشاحنات والسيارات الكهربائية، بينما تسير على الطريق.

يرى دومينيك بيلو، نائب الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيوون، أن هذا النظام يعد “تغييرًا حقيقيًا في اللعبة”، حيث أن وحدات الطاقة من نوع سيليكون كربيد المخصصة من إنفينيوون تعمل بكفاءة عالية لتحويل الطاقة الكهربائية لشحن المركبات أثناء حركتها. يتصل النظام بالشبكة الكهربائية، مما يُمكّن المركبات من الشحن عند المرور فوق هذه اللفائف.

مميزات النظام وتأثيره التقني

يتميز نظام الشحن اللاسلكي بإمكانية شحن المركبات سواء كانت متوقفة أو في حركة، ما يُسهم في تحويل الطرق إلى منصات شحن لاسلكية. يعد هذا الابتكار متوافقًا مع جميع أنواع السيارات الكهربائية، مما يعزز من إمكانية استخدامها في مناطق الازدحام مثل الطرق السريعة والمطارات.

من الجانب التقني، تم تأكيد قدرة هذا النظام على نقل الطاقة بمعدل متوسط يبلغ 200 كيلو واط، مع إمكانية الوصول إلى ذروات تتجاوز 300 كيلو واط، باستخدام وحدات EasyPACK 3B CoolSiC 2000 V التي طورتها إنفينيوون خصيصًا لتلبية متطلبات إلكتريون. وقد تم تحقيق هذه الأداء العالي على طريق A10 في فرنسا، والذي يُعتبر أول طريق في العالم يتيح شحن الشاحنات والمتوسطة والقصيرة الثقيلة وكذلك السيارات أثناء الحركة.

تسهم هذه التقنية في الحفاظ على شحن البطاريات على الطرق، مما يسمح للمركبات بالسفر لمسافات أطول مع استخدام بطاريات أصغر، مما يقلل من تكاليف المركبات الأولية ويخفف من وزنها، مما يحرر المزيد من السعة لنقل الحمولة.

توقعات مستقبلية

يتطلع القائمون على هذا النظام إلى دمج هذه التكنولوجيا في المشاريع المستقبلية، حيث تخطط الشركة لنشرها في مواقع جديدة ذات حركة مرور عالية، مثل الطرق السريعة ومدن مختلفة. وقد تم بالفعل دمج هذه التكنولوجيا في مسارات تجريبية في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا والنرويج والبرتغال والسويد وإيطاليا وإسرائيل واليابان.

تتسم هذه التقنية بالتطور السريع، مما يجعلها من اكثر التقنيات الواعدة لتسهيل الانتقال إلى المركبات الكهربائية بشكل أكبر وأكثر فعالية. تأتي هذه المبادرات في وقت حرج، حيث يستمر قادة العالم في اتخاذ إجراءات جادة نحو تحقيق أهداف التقليل من انبعاثات الكربون، وتعتبر هذه الابتكارات أحد العناصر الأساسية لتحقيق هذه الأهداف.

خاتمة

بفضل ابتكارات شركات مثل إنفينيوون، يبدو أن مستقبل السيارات الكهربائية أكثر إشراقًا. إن الشحن اللاسلكي على الطرقات يمثل خطوة هامة نحو مواجهة التحديات المتعلقة بالشحن والبنية التحتية، مما يعزز من إمكانية الاعتماد على هذه المركبات بشكل أكبر في حياتنا اليومية. لا شك أن هذه التقنية ستظل في طليعة التطورات التكنولوجية، ومن المهم متابعة مستجدات هذه الصناعة للاستفادة من كل ما هو جديد في عالم السيارات الكهربائية.