في غمضة عين: 60 تركيب ضوئي يضيء معرضًا معماريًا في ربوع الرياض نور 2025
ضوء وابتكار: 60 تركيبًا ضوئيًا تنير المعرض الفني في مدينة الرياض 2025
في ظل التحولات الحضرية الكبرى التي شهدتها العاصمة السعودية، الرياض، ينطلق مهرجان “نور الرياض 2025” بمكانة بارزة في الإشعاع الثقافي والفني الذي تتبناه المملكة. في نسخته الخامسة، يركز المهرجان على التحولات السريعة في بيئة المدينة من خلال 60 عملًا فنيًا ضوئيًا تمثل مجموعة من المواهب من 24 دولة، مما يسلط الضوء على أهمية التصميم المعماري والفني في تشكيل صورة العاصمة.
مهرجان نور الرياض: جوهر التحول الحضاري
يقدم مهرجان “نور الرياض” فرصة للمواطنين والزوار للاستمتاع بروائع الفنون الضوئية، حيث يتجلى التحول في استخدام الفضاء العام. يُعتبر المهرجان جزءًا من رؤية 2030، وهو يهدف إلى تعزيز الثقافة والفنون كعناصر حيوية في الحياة اليومية لجميع المواطنين.
تتضمن الأعمال الفنية في هذا المعرض تركيبات ضوئية حيوية تظهر الابتكار والتفكير المستقبلي، حيث أُدرجت أكثر من 35 عملاً جديدًا في هذا المعرض. من خلال هذه الأعمال، يتم التأكيد على كيفية تأثير الفنون على التحولات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة.
“في غمضة عين”: الازدواجية بين التراث والحداثة
تتجلى استراتيجية المهرجان من خلال عنوانه “في غمضة عين”. يعكس هذا العنوان سرعة التحولات في الرياض، حيث كانت المدينة في الماضي تتسم بالنمط التقليدي واستخدام المواد المحلية، بينما الآن تواجه موجة من الحداثة والتطور العمراني. تُظهر الأعمال الفنية كيف يمكن للضوء أن يكون وسيلة لاستكشاف الزمن والذاكرة والعلاقة بين البيئة المبنية والإدراك.
تجارب حية للزوار
يرحب المهرجان بالزوار في مواقع متعددة تشمل المناطق التاريخية والمراكز الحديثة، حيث تتحول كل مساحة إلى تجربة فنية ديناميكية. الأعمال تعرض تفاعلات مختلفة بين الضوء والمادة، مع تأثيرات متنوعة تلعب على الإيقاع والجو العام للمكان، مما يُشجع الحضور على الاسترخاء والتفكر.
مواقع الاختيار: جسر بين الماضي والحاضر
تتنوع مواقع تركيب الأعمال الفنية بين مناطق مثل “قصر الحكم” و”محطة المترو الملك عبد الله”، حيث تعكس الطبيعة التاريخية والحديثة للمدينة. في “قصر الحكم”، تركز الأعمال على تحويل المساحات التقليدية إلى بيئات معاصرة، حيث تُظهر التركيبات التجريبية كيف يمكن أن تعزز الفنون من مفهوم المكان والزمن.
الابتكارات المعمارية: التجسيد المعاصر
تمثل محطة المترو – التي صممتها زها حديد – وجهة أخرى رئيسية. هناك، تم استخدام تقنيات متقدمة لمزج الإضاءة مع التصميم الهندسي، حيث بدت الأعمال وكأنها حية، تتموج وتتفاعل مع الزمن. يظهر تصميم الواجهات مع أنماط متغيرة من الألوان وثراء الأصوات كما لو كانت تتحدث مع الزوار، مما يجعل الرحلة عبر المحطة تجربة نابضة بالحياة.
أهمية الفنون في الخطط العمرانية
في ضوء رؤية 2030، أُدرج الفنون العامة كعنصر محوري في التخطيط العمراني. يسعى مشروع “فن الرياض” لوضع الأعمال الفنية في الأماكن العامة مما يعزز من شعور المجتمع بالانتماء والتواصل مع الفن. هذا التوجه يعبر عن رغبة عميقة في دمج الفن والثقافة في حياة المدينة اليومية، مما يساهم في بناء هوية فريدة وجديدة للرياض.
الفنون كأداة للتغيير الاجتماعي
تعمل الفنون على ربط المجتمع وتعزيز التعاون بين الفنانين، أصحاب القرار، والمجتمع. عبر مهرجان “نور الرياض”، يُظهر الفن كيف يمكن أن يكون قوة فعالة في تشكيل وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي في المدينة. لذا، يُعدّ هذا الحدث بمثابة منصة افتتاحية لعالم الفن الحديث في السياق السعودي.
تحطيم الأرقام القياسية: سابقة تاريخية
لقد حقق المهرجان شهرة عالمية من خلال كسر أربعة أرقام قياسية في هذا العام، وكان له على مدار السنوات الماضية تأثير كبير على السياحة والثقافة المحلية. تكرّم الجوائز التي تم الحصول عليها في مختلف المجالات الفنية وأعمال التصميم، تعبيرًا عن التفوق والابتكار في مجالات الإضاءة والفن العام.
عيش تجربة الرياض بطريقة جديدة: فن العمارة الضوئي
من خلال التركيز على الإضاءات المعمارية والفنية، يعيد “نور الرياض 2025” تشكيل تجربة المدينة. يصور كيف أن الإضاءة ليست مجرد وسيلة تقنية، بل هي جزء من تجربة الوعي الجماعي. المهرجان يدعو السكان والزوار لإعادة تصور الأماكن العامة التي يمرون بها يومياً، ويدعوهم إلى التجربة والاستكشاف بأسلوب جديد كليًا.
خاتمة
يُعتبر مهرجان “نور الرياض 2025” علامة فارقة في مشهد الفنون المعاصرة في السعودية، حيث يُعرض فيه الفن بطرق جديدة ومبتكرة تعكس تطلعات البلاد نحو المستقبل. تأتي هذه الفعالية كأداة للتواصل الاجتماعي والثقافي، وتعمل على استدامة الفنون في الحياة اليومية. من خلال هذه الأعمال، يعيش الزوار تجربة غير مسبوقة، تعكس تنوع المدينة وتراثها وتوجهها نحو التطور المستمد من السياقات المعمارية الجديدة.
إن الفنون الضوئية في “نور الرياض” لا تعكس فقط التحولات العمرانية والاجتماعية، بل تُعد أيضًا تجسيدًا للفخر والإبداع في قلب العاصمة، مما يجعل الرياض مركزًا مثيرًا للفضول والإلهام.
اكتشاف المزيد من Mohdbali محمد بالي للعلوم والهندسة والتقنية والتعليم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.